السبت، 16 أبريل 2011

النمو العقلي عند بياجيه |

يحدث النمو العقلي عند بياجيه في كل مرحلة من المرحلة وفق المخطط التالي :

# تقويم نظرية بياجية :-
إن كثير من علماء النفس يرون في بياجية عالماً مبدعاً من العلماء البارزين أمثال فرويد ووطسون .
- فقد تأثر ببعض العلماء أمثال " لورنس كولبرج " وروبرت سلمان وغيرهم من الذين قاموا بدراسة المعرفة الاجتماعية التي تركز على أن العقل ينمو و يتكون بالتدريج متطوراً مع النمو الجسمي مع التقدم في العمر
* إن بياجيه يعتبر من أوائل علماء نفس النمو الذين ركزوا على تصور عقلي و معرفي لم يتناوله علماء النفس السلوكيون خاصة في تفكير الطفل لا سيما في المراحل المبكرة.
* بدأ عمل بياجيه متصلا بالنمو الخلقي ثم تبلور لديه الاتجاه في مراحل تالية فيما يعرف اليوم بعلم النفس المعرفي و أن نظريته في النمو المعرفي تجد تفسيرها في مظهرين مختلفين هما : النمو البيولوجي و عمليات الخبرة التي هي أصل لكل الخواص المكتسبة .
فكل خواص الشخصية تتوقف أساسا على تطور القدرة العقلية وتنظيم الخبرة و أن الشخصية الإنسانية تنبع من تركيب الوظائف و الانفعالية .
* يرى بياجيه أن العلماء الذين سبقوه درسوا الذكاء و لكنهم كانوا يجهلون الملامح الهامة للتركيب العقلي ووظائفه و لا شك ان رأي بياجيه هذا لم يتقبله بعض علماء القياس النفسي الذين يقيسون الذكاء بمقاييس الذكاء المعروفة .
* لم يظهر بياجيه أي اعتراف و اضح بنظرية التعلم بل يشير إلى أن نظرية التعلم عند " هل " يمكن تطبيقها على الحيوانات و القوارض و ليس على الأطفال و أن التعلم وظيفة للنمو و لا يمكنه تفسير النمو بل أن مراحل النمو يمكن أن تفسر التعلم جزئيا ً .
* أعطى يياجيه اهتماماً خاصاً بالانفعال و أثره على السلوك الإنساني وذلك في دراساته على اللعب و الأحلام و التقليد .
# نقد النظرية المعرفية :-
رغم هذه الجوانب الإيجابية و الاسهامات المتعددة في نظرية بياجيه إلا انها تعرضت لبعض أوجه النقد الأتي :-


النقد الأول :-
فاتباع مدرسة التحليل النفسي يرون ان بياجيه يجهل معظم الظواهر العقلية و الدوافع اللاشعورية و آثارها على السلوك و يتساءلون عما إذا كانت مراحل النمو لدى بياجيه هل في إمكانها تشكيل وحدة مترابطة متماسكة ؟ كذلك هم يوجهون النقد إليه فيرون أن النمو العقلي لا يقيد بمراحل عمرية معينة إذ أن النمو العقلي لا يكون ثابتاً في تعاقبه .
النقد الثاني :-
لأعمال بياجيه : استخدامه للطريقة الإكلينيكية والذي قد يكون أكثر خطورة وهو قطعاً أصعب في الدفاع عنه . إن الطريقة الإكلينيكية تناسب اتجاهه التصوري و الفلسفي الشامل و لكنها استخدمت بطريقة فريدة وقد يفيد هنا أن نقدم مثلاً توضيحياً فكثير من علماء النفس المهتمين بالتعليم يرغبون في معرفة ما إذا كان الأطفال في سن 6 سنوات يعرفون أسماء الألوان الأساسية . وعندما يجدون أطفالاً يجهلون هنا الأسماء فإنهم يحاولون التوصل إلى أفضل طريقة لتعليمهم إياها إن اهتمامهم بهذه الظاهرة المعنية ينبع من العلاقة بين معرفة أسماء الأوان و بين الأداء في القراءة و هي علاقة ليس من السهل تفهمها أما بياجيه فلم يهتم إطلاقاً بمعرفة ما إذا كان الأطفال يعرفون ألوانهم و لكنه قد يتساءل كيف يرتب الأطفال الألوان تبعاً مثلاً لشدة اللون أو لمعانه . والمعطيات الأساسية للإجابة على هذا السؤال الأكثر تعقيداً يجب أن تتأتي من الملاحظة الدقيقة للأطفال في مجموعة منوعة من واجبات متصلة ومن تفسيرات الأطفال أنفسهم لسلوكهم ...
وبياجيه لا يهتم عادة بما إذا كانت استجابة الطفل لمطلب معرفي ما صحيحة او غير صحيحة فإذا كانت الاستجابة صحيحة يستخدم بياجيه المقابلات و تشكيلات المواد المثيرة ليحدد انواع الافتراضات العقلية التي يكونها الطفل ثم يستخلص منها العمليات العقلية ليحدد أنواع يستخدمها الطفل للتوصل إلى الاستجابة غير الصحيحة فإذا قدم الطفل استجابة صحيحة لا نستطيع دائماً أن نفترض إنها ناتجة عن نفس القواعد أو العمليات التي يستخدمها الراشدون وطبقاً لما يذكره فلافيل .


 
*النظرية الثانية " نظرية جان بياجيه في اللعب "

إن نظرية جان بياجيه في اللعب ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتفسيره لنمو الذكاء و يعتقد بياجيه ان وجود عمليتي التمثل و المطابقة ضروريتان لنمو كل كائن عضوي و أبسط مثل للتمثل هو الأكل فالطعام بعد ابتلاعه يصبح جزءاً من الكائن الحي بينما تعني المطابقة توافق الكائن الحي مع العالم الخارجي كتغير خط السير مثلاً لتجنب عقبة من العقبات أو انقباض أعصاب العين في الضوء الباهر . فالعمليتان متكاملتان إذا تتمم الواحدة الأخرى كما يستعمل بياجيه عبارتي التمثل و المطابقة في معنى أعم لينطبقا على العمليات العقلية . فالمطابقة تعديل يقوم به الكائن الحي إزاء العالم الخارجي لتمثل المعلومات كما يرجع النمو العقلي إلى التبادل المستمر و النشط بين التمثل و المطابقة و يحدث التكيف الذكي عندما تتعادل العمليتان أو تكونان في حالة توازن و عندما لا يحدث هذا التوازن بين العمليتين فغن المطابقة مع الغاية قد تكون لها الغلبة على التمثل و هذا يؤدي إلى نشوء المحاكاة و قد تكون الغلبة على التعاقب للتمثل الذي يوائم بين الانطباع و التجربة السابقة و يطابق بينها و بين حاجات الفرد و هذا هو اللعب فاللعب و التمثل جزء مكمل لنمو الذكاء ويسيران في المراحل نفسها .
و يبدأ اللعب في المرحلة الحسيسة الحركية إذ يرى ( بياجيه ) أن الطفل حديث الولادة لا يدرك العالم في حدود الأشياء الموجودة في الزمان و المكان فإذا بنينا حكمنا على اختلاف ردود الأفعال عند الطفل فإن الزجاجة الغائبة عن نظره هي زجاجة مفقودة إلى الأبد و حين يأخذ الطفل في الامتصاص لا يستجيب لتنبيه فمه و حسب بل يقوم بعملية المص وقت خلوه من الطعام و لا يعد هذا لعباً حتى ذلك نالوقت لأنه يواصل لذة الطعم . و ينتقل سلوك الطفل الآن إلى ما وراء مرحلة الانعكاس حيث تنضم عناصر جديدة إلى رد الفعل الدوري بين المثيرات و الاستجابات تو يقلل نشاط الطفل تكراراً لما فعله سابقاً و هذا ما يطلق عليه بياجيه التمثل الاسترجاعي و مثل هذا التكرار هو في حد ذاته طليعة اللعب .
وليس هناك ما يلزم بياجيه بافتراض و جود خاص للعب يرى مظهر من مظاهر التمثل الذي يعني تكراراًُ لعمل ما بقصد التلاؤم معه وتقويته . وفي الشهر الرابع يتناسق النظر و اللمس ما فإنه يعيد هذا العمل مراراً و هذا هو اللعب ابتهاج ( وظيفي ) و ابتهاج لأنه سبب نابع من تكرار الأفعال التي يتم التحكم بها فإذا ما تعلم الطفل كشف الأغطية بغية البحث عن الدمى و الأشياء الأخرى يصبح هذا الكشف فيحد ذاته لعبة ممتعة لدى الطفل من الشهر السابع و حتى الثاني عشر من عمره . فاللعب لم يعد تكراراً لشيء ناجح بل أصبح تكراراً فيه تغيير و في أواخر المرحلة الحسية الحركية يصبح العمل ممكناً في حال غياب الأشياء أو وجودها مع الإدعاء و الإيهام . فاللعب الرمزي او الإيهام يميز مرحلة الذكاء التشخيصي الممتدة من السنة الثانية إلى السابعة و حتى الثاني عشر من عمره . فاللعب لم يعد تكراراً لشيء ناجح بل أصبح تكراراً فيه تغيير و في أواخر المرحلة الحسية الحركية يصبح العمل ممكناً في حال غياب الأشياء أو وجودها مع الادعاء و الايهام . فاللعب الرمزي أو الايهام يميز مرحلة الذكاء التشخيصي الممتدة من السنة الثانية إلى السابعة من العمر فالتفكير الأولى يتخذ شكل الأفعال البديلة التي لا تزال منتمية إلى آخر تصورات الحركة الحسية .
أمااللعب الرمزي الإيهامي فله الوظيفة نفسها في نمو التفكير التشخيصي كالوظيفة التي كان يقوم بها التدريب على اللعب في المرحلة الحسية الحركية إذا أنه تمثل خالص و بالتالي يعمل على إعادة التفكير و ترتيبه على أساس الصور و الرموز التي يكون قد أتقنها . كذلك يؤدي اللعب الرمزي إلى تمثل الطفل لتجاربه الانفعالية و تقويتها . ومع ذلك فالصفة الخاصة للعب الايهامي تستمد من الصفة الخاصة لعمليات الطفل العقلية في هذه المرحلة . ويصبح اللعب الإيهامي في المرحلة التشخصية أكثر تنظيماً و إحكاماً و مع نمو خبرات الطفل يحدث انتقال كبير إلى التشخيص أكثر تنظيماً و إحكاماً و مع نمو خبرات الطفل يحدث انتقال كبير إلى التشخيص الصحيح اللعب للحقيقة . و هذا ما يتضمن المزيد من الحركات الحسية و التدريبات الفعلية بحيث يصبح اللعب ملائماً بشكل تقريبي للحقيقة . ويصبح الطفل في الوقت نفسه اكثر مطابقة للمجتمع . وينتقل الطفل في الفترة الواقعة بين الثامنة و الحادية عشرة إلى اللعب المحكوم بالنظم الجماعية الذي يحل محل ألعاب الإيهام الرمزية السابقة و على الرغم من أن هذه الألعاب التي تحكمها القواعد تتكيف اجتماعياً و تستمر حتى مرحلة البلوغ فإنها تظل و كأنها تمثل اكثر منها موائمة للحقيقة .
وتضفي نظرية بياجية على اللعب و ظيفة بيولوجية و اضحة بوصفه تكراراً نشطاً و تدريباً يتمثل المواقف و الخبرات الجديدة تمثلاً عقلياً و تقدم الوصف الملائم لنمو المناشط المتتابعة .


مما تقدم نستخلص ان نظرية بياجيه في اللعب تقوم على ثلاثة افتراضات رئيسية :
1) إن النمو العقلي يسير في تسلسل محدد من الممكن تسريعه أو تأخيره و لكن التجربة لا يمكن تغير حدها .
2) إن هذا التسلسل لا يكون مستمراً بل يتألف من مراحل يجب أن تتم كل مرحلة منها قبل أن تبدأ المرحلة المعرفية التالية .
3) إن هذا التسلسل في النمو العقلي يمكن تفسيره اعتماداً على نوع العمليات المنطقية التي يشتمل عليها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق